البحث عن كيفية تكليم الله خلقه يوم القيامة، فبحث عار عن الفائدة، وليس فيه عن المعصوم نص يتعين المصير إليه، فقد تكلف الكثيرون فخاضوا في هذه المسألة وحاولوا أن يثبتوا للعالم أن الله تعالى يخاطب الناس يوم البعث باللغة العربية، أو أن يثبتوا أن لغة أهل الجنة عربية.
في الحقيقة ، لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك، ولا رسوله عليه الصلاة والسلام.
فاللغات كلها، وكلام الناس جميعه، مخلوق لله تعالى، وغير المخلوق هو كلام الله تعالى، فكلام الله غير مخلوق، وكلام غيره مخلوق كله، ونحن إذا تكلمنا بالقرآن، فأصواتنا، وحروفنا مخلوقة، وكلام الله الذي هو القرآن المتلو، غير مخلوق.
ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين، فقال ناس: يتخاطبون بالعربية. وقال آخرون: إلا أهل النار، فإنهم يجيبون بالفارسية، وهي لغتهم في النار. وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية؛ لأنها لغة آدم، وعنها تفرعت اللغات. وقال آخرون: إلا أهل الجنة، فإنهم يتكلمون بالعربية. وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها، لا من طريق عقل، ولا نقل، بل هي دعاوى عارية عن الأدلة.
0 تعليق