أثار لامين يامال، النجم الصاعد في سماء برشلونة، جدلاً واسعاً بين الجماهير خلال شهر رمضان الكريم، بسبب ظهوره في التدريبات والمباريات وسط تساؤلات حول تأثير الصيام على أدائه.

اللاعب البالغ من العمر 17 عامًا، الذي يُعد أحد أبرز المواهب في الكرة الأوروبية، وجد نفسه في قلب النقاش، لكن الحقيقة جاءت لتوضح الصورة وتضع حدًا للتكهنات.

في مباراة برشلونة الأخيرة ضد بنفيكا البرتغالي في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي انتهت بفوز “البلوغرانا” بهدف نظيف خارج الديار، شارك يامال لمدة 55 دقيقة فقط قبل استبداله.

هذا القرار دفع البعض لربط الأمر بصيامه في رمضان، مفترضين أن الإجهاد الناتج عن عدم تناول الطعام أو الماء أثر على لياقته البدنية. لكن هذه الفرضية سرعان ما تبددت مع توضيحات جديدة.

وكشفت صحيفة “آس” الإسبانية عن تفاصيل حاسمة أنهت اللغط المحيط باللاعب.

وفقًا للصحيفة، فإن لامين يامال لا يلتزم بالصيام في الأيام التي تشهد مباريات لفريقه، وذلك بناءً على إذن شرعي حصل عليه من جهات دينية مختصة.

هذا الإذن يأتي في إطار الرخص الدينية التي تُمنح للرياضيين المحترفين، خاصة عندما تتطلب مهامهم مجهودًا بدنيًا كبيرًا قد يتعارض مع الصيام.

لم تترك إدارة برشلونة الأمر للصدفة، بل عملت على دعم اللاعب الشاب من خلال تكليف أخصائية التغذية في الفريق الأول، سيلفيا تريموليدا، بوضع نظام غذائي خاص ليامال خلال شهر رمضان.

هذا النظام يهدف إلى ضمان حصوله على العناصر الغذائية اللازمة في أوقات الإفطار، مع تقليل أي مخاطر مرتبطة بالإجهاد أو نقص الطاقة أثناء التدريبات والمباريات.

هذا النهج يعكس حرص النادي على الحفاظ على أداء نجمه الواعد في ذروة مستواه.

يامال، الذي يتمتع بموسم استثنائي مع برشلونة، أثبت أن هذه الاستراتيجية تناسبه تمامًا.

فقد سجل 11 هدفًا وصنع 16 تمريرة حاسمة في 36 مباراة حتى الآن، مما يجعله أحد أبرز العناصر في تشكيلة المدرب.

بل إن تألقه قاد الفريق لتحقيق لقب كأس السوبر الإسباني في يناير الماضي، بعد فوز مدوٍ على ريال مدريد، مما يؤكد قدرته على التأقلم مع الضغوط رغم صغر سنه.

اختيار يامال للإفطار في أيام المباريات ليس استثناءً في عالم الرياضة. العديد من اللاعبين المسلمين يتبعون نهجًا مشابهًا، حيث يوازنون بين التزامهم الديني ومتطلبات مهنتهم.

بالنسبة ليامال، فإن هذا القرار يتيح له تقديم أفضل ما لديه على أرض الملعب، خاصة في ظل المنافسة الشرسة التي يخوضها برشلونة على أكثر من جبهة، سواء في الدوري الإسباني أو دوري الأبطال.

مع استمرار تألق لامين يامال، يبقى الجمهور والنقاد على حد سواء يترقبون كل خطوة له.

قرار عدم الصيام في أيام المباريات، مدعومًا بخطة غذائية مدروسة، يظهر كيف يمكن للمواهب الشابة أن تتكيف مع التحديات المزدوجة للرياضة والدين.

وبينما يواصل اللاعب كتابة اسمه في تاريخ برشلونة، يبدو أن هذا الجدل لن يكون سوى فصل عابر في مسيرة واعدة.